محمد الرز: لبنان يعمل على تذويب العوائق المصلحية التي تعيق تشكيل حكومة جديدة – التقرير

أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد الرز أن ما شهده لبنان في الأسابيع الأخيرة يمكن اعتباره بداية إنهاء الانقلاب الذي نفذته الطبقة السياسية الحاكمة على الدستور الوطني اللبناني المنبثق عن اتفاق الطائف. هذا التحول، الذي يشمل العديد من الخطوات الإصلاحية، يبشر بمرحلة جديدة في تاريخ لبنان بعد سنوات من الانقسام والصراع.

تاريخ لبنان من الحرب الأهلية إلى اتفاق الطائف

أوضح الرز في تصريحات للدستور، أن لبنان شهد حربًا أهلية مريرة في عام 1975 استمرت 15 عامًا، أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص وتهجير مليون آخرين، مما أحدث انقسامات طائفية وديموغرافية عميقة. 

وأضاف أن مؤتمر القاهرة 1988 ومؤتمر الطائف 1989 كانا بداية الحل، حيث تم التوصل إلى وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب الأهلية وأعادت بناء لبنان على أسس جديدة، مع التركيز على إصلاحات شاملة وتوزيع عادل للسلطات.

الطبقة السياسية وحرف مسار الحل الوطني

 الرز أشار إلى أن بعض قادة الميليشيات الذين استفادوا من الحرب الأهلية رفضوا هذا الحل الوطني وشنوا انقلابًا على الدستور، مدعومين من النظام السوري السابق، قائلًا:” هذا الانقلاب أسس لطبقة سياسية حاكمة استمرت أكثر من 30 عامًا، قامت بتقسيم السلطة والمحاصصة، واستولت على المال العام، وأدت إلى تدهور لبنان داخليًا وخارجيًا”.

العودة إلى تطبيق اتفاق الطائف

وأضاف، أن تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله على قاعدة تنفيذ القرار الدولي 1701 كان خطوة مهمة نحو تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده، وفي مقدمتها انتخاب رئيس الجمهورية وإنعاش مؤسسات الدولة، مردفًا:” رغم محاولات الطبقة السياسية منع تنفيذ هذه البنود، كانت الموجة الشعبية والدولية أعلى من محاولات الإعاقة، وتوجت بتأكيد الرئيس المنتخب على ضرورة تطبيق الدستور بشكل كامل”.

مرحلة التغيير.. من تشكيل الحكومة إلى القانون الانتخابي

وأوضح، أن المرحلة الحالية تشهد ولادة قيصرية نحو تحول سياسي حقيقي، حيث يركز العمل على تذويب العوائق المصلحية التي تعيق تشكيل حكومة جديدة، لافتًا أن رئيس الحكومة المكلف نواف سلام يقود هذه المهمة خطوة بخطوة، ساعيًا لتجاوز الكمائن الطائفية التي تضعها بعض الأطراف.

 وأضاف، أن الخطوة الأخيرة ستكون قانون انتخابي جديد يعيد تأكيد سيادة الدستور، وهو ما يتوقع أن يرى النور بعد عام من الآن، مع نهاية ولاية البرلمان الحالي.

 أفق جديد للبنان

ختم الرز تصريحاته بتأكيد أن لبنان أمام أفق جديد يفتح الباب أمام استعادة الدولة الوطنية الحقيقية، بعد سنوات من الانقسام والحروب السياسية التي خلفتها الطبقة الحاكمة السابقة.