محلل سوري لـ”الدستور”: إسرائيل تجر حزب الله للحرب – التقرير

توقع المحلل السياسى السوري عمار جلو، اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط في ظل التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني الذي نفذ اليوم هجمات ضد مدينة حيفا ردا على العمليات الإسرائيلية التي شملت اختراق أجهزة اتصالات حزب الله وتفجيرها ما تسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف الأسبوع الماضي.

تبعات التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله

وقال عمار جلو في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إن دولة الاحتلال ومنذ اليوم الأول لعملية فيضان الأقصى كانت تخشى عملية مشابهة لما جرى في غلاف غزة من جنوب لبنان، وهذا ما ظهر في تصريحات حكومة الاحتلال حينها وقراراتها بإخلاء منطقة الشمال. 

وتابع: “حتى أن أحد أسباب نجاح عملية طوفان الأقصى كان نتيجة تركيز حكومة الاحتلال على خطر يأتي من الشمال أشغلهم عن تركيز الاهتمام  بأماكن أخرى. وحاليا فإن عملية مشابهة لطوفان الأقصى من شمال دولة الاحتلال تشكل هاجس شاغل للحكومة والمجتمع الإسرائيلي، لا سيما بقدرات وإمكانيات أعلى يمتلكها حزب الله”. 

وأوضح جلو أن ما يجري من تصعيد هي مقدمات حرب تريدها حكومة الاحتلال لدفع عناصر حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، مع تدمير جزء كبير من قدراته وأسلحته ومن لبنان أيضا وهي حرب شبه مؤكدة ما لم يتم إرجاع عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني مع ترتيبات أخرى تخص عملية المراقبة بين الطرفين.

الاختراقات الأمنية تضعف حزب الله

وقال المحلل السوري، إنه لا علاقة بين عملية تفجير أجهزة الاتصالات وعملية تصفية قيادات حزب الله، فالأخير تم ويتم قبل عملية البيجر وما بعدها، وما تقوم به إسرائيل تجاه أهداف مهمة لحزب الله، يدل على اختراق كبير وواسع وعلى مستويات عليا.. وهو اختراق قائم على تجنيد أفراد من صفوف الحزب، وآخرين من خارجه للمراقبة، مع طلعات مراقبة من قبل الطائرات المسيرة وسواها.. إلى جانب القدرات الإسرائيلية الهائلة في مجال تكنولوجيا التجسس، حيث تعتبر حكومة الاحتلال من أوائل دول العالم في هذا المجال.

وأكد جلو، أن هذه الاختراقات مؤثرة سواء أجهزة الاتصالات أو قتل قيادات الحزب، لا سيما على المدى المنظور، حيث يستطيع الحزب على المدى المتوسط والطويل تعويض هذه الشخصيات. والأهم من ذلك هو اهتزاز صورة الحزب وفقدان هيبته لدى عناصره وحاضنته، وللآخرين أيضا، مع الدول التي تتصدر مفاوضات نزع التهدئة بين الطرفين.

 سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

وعن السيناريوهات الحالية للتصعيد، قال عمار جلو، إنه قد يتم رفع مستوى التصعيد لتثبيت قواعد ردع جديدة بين الطرفين أو من قبل أحدهما ويرفضها الآخر كما حدث في هجمات حيفا، وفي هذه الحالة رغم صعود الطرفين لقمة شجرة التصعيد بقرارات شخصية إلا أنهما مع كل صعود يضيقون الخيارات على أنفسهم لحد قد لا يجد بيه أحد الطرفين بديلا من إطلاق شرارة الحرب المفتوحة.

وأشار المحلل السوري، إلى أن التصعيد الحالي يبقي المنطقة في حالة من عدم الثقة والاستقرار ويوقف بعض الأنشطة التجارية وغيرها لما قد يؤدي إليه هذا التصعيد.. لكن في حال اندلاع الصراع المفتوح فالأمر سيكون معلق فيما إذا كان هذا الصراع محدود ولأيام أم لا. ففي الحالة الثانية غالبا ما سيتوسع الصراع ليشمل دول إقليمية.

وأكد عمار جلو، أن غزة ستتأثر بهذا التصعيد، فهناك اتجاهين متعاكسين، فطرف يعتبر أن زيادة التصعيد هو ضاغط على حكومة الاحتلال للذهاب إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة. فيما يرى الطرف الآخر أن بقاء الحالة على ما هي عليه حاليا إلى ما بعد معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية فهو المطلوب للحصول على دعم أمريكي أكبر من قبل رئاسة محتملة لدونالد ترامب، لمواجهة حزب الله وإعادته إلى شمال نهر الليطاني مع بعض الترتيبات الأمنية الأخرى.. ونتيجة تعارض هذين التوجهين أدى لموت سريري للمفاوضات الخاصة بوقف الحرب على غزة.