الصديقان – التقرير

الصديقان – التقرير

عزيزى الزائر انت تتابع الان خبر الصديقان والان تعرف علي تفاصيل الخبر

هما اثنان فى واحد.. جمعتهما حياة واحدة.. وآمال واحدة.. طموح واحد ومستقبل واعد.. تواعدا أن يحتفلا بزواجهما فى ليلة واحدة… طوال ثلاث سنوات كاملة كانا فى سريرين متجاورين.. يستيقظان معًا وينامان معًا.. ينتفضان فى الصباح الباكر ليأخذا دشًا باردًا صيفًا وشتاء.. ويرتديان ملابس التدريب بسرعة ليكونا أول طابور الرياضة.. ليس هذا فقط.. بل الصدفة العجيبة أن يشتركا فى اسم واحد.. «شريف».. وكان هذا الاسم المشترك مثار تندر الزملاء وتعليقاتهم.. فأطلقوا على الأول «شريف الأول».. أما الثانى فهو.. «شريف مكرر».

تخرجا معًا.. وشهد حفل تخرجهما الرئيس وكبار رجال الدولة ووزير الدفاع وأهالى الخريجين الذين جاءوا من جميع محافظات مصر ليشهدوا أولادهم الأبطال وهم يضعون على أكتافهم نجمة الملازم.. ويقسمون قسم الشرف والولاء للوطن. ويعاهدون الله أن يكونوا فداء لهذا الوطن.. فإما النصر أو الشهادة.

فى شهر أكتوبر.. وفى عام النصر العظيم.. كانت البداية.. كان الصديقان فى سماء المعركة.. يدافعان ويقاتلان بطائرتيهما فوق مدينة المنصورة.. وكان فألًا حسنًا بالنصر على عدو غادر استباح أرض وسماء مصر.. كما استباح من قبل أرضًا لم تكن ملكًا ولا موطنًا لآبائه وأجداده.. اغتصبها بالقوة والتآمر لتكون وطنًا مسروقًا له ولقومه.

فى سماء المعركة كانت طائرات العدو الآتية من جهة البحر الأبيض المتوسط هربًا من حائط الصواريخ المتربص بهم على طول قناة السويس.. أكثر من مائة طائرة تهاجم انتقامًا وثأرًا من جيش مصر الباسل الذى تجرأ يوم السادس من أكتوبر من قناة السويس واقتحم خط بارليف ورفع العلم المصرى عاليًا شامخًا فوق عبور الضفة الشرقية.. وحناجر الجنود ترتفع فى السماء وتزلزل الأرض: الله أكبر.. الله أكبر.

ظنت طائرات العدو أنها تمتلك السماء، وأن هذه السماء ليس لها من يحميها ويحفظ هواءها من دنس الأشرار.. ورائحة الكراهية.. وفوجئت بأسراب من الطائرات المصرية المقاتلة.. كانت أقل عددًا وأقل كفاءة.. ولكنها كانت كالصاعقة.. انقضت بشراسة كما ينقض الصقر الجائع على فريسته.. اقتحمت طائرات العدو بضراوة وفدائية ليس لها مثيل.. قاتلت بعنف وقوة وجرأة لا حد لها.. قتال من لا يخاف الموت بل يسعى إليه ويطلبه. افترست الطائرات المعادية افتراس وحش كاسر، اصطادتها كما يصطاد الصياد الماهر طيور الغربان السوداء.. وتساقطت طائرات العدو.. ومن هول صدمة المفاجأة، ورعب القتال والالتحام، أسرعت باقى الطائرات بالهروب محاولة النجاة من جحيم لم تكن تتوقعه، ظنت أنها جاءت غازية فعادت مدحورة.. مكسورة.. مذعورة.. خائبة.. خائفة.

كان هناك الصديقان المتربصان اللذان قاتلا بكل جرأة وفدائية ورغبة فى الموت.. الأول «شريف» الذى أنذرته شاشات وعقارب الطائرة بأن وقوده قد نفد.. وعليه أن يعود فورًا إلى قاعدته.. ولكنه تجاهل الإنذار.. وتجاهل إقدامه على الانتحار.. وقرر أن يقاتل لآخر قطرة من الوقود.. وآخر قطرة من دمه.. وآخر قذيفة فى طائرته.. كان يعلم تمام العلم أنه أطلق كل ما لديه من ذخيرة.. ولم يعد معه ما يقاتل به.. وأن استمراره فى المعركة بلا ذخيرة وبلا وقود انتحار حتمى وموت محقق.. لم يعبأ.. لم يفكر.. إلا فى شىء واحد.. أن يدمر الطائرة التى تسابق الريح وتنطلق بأقصى سرعتها هربًا من مرمى نيرانه.. قرر أن يغامر بطائرته.. فهى سلاحه الأخير الذى لا يملك غيره.. وانقض على الطائرة الهاربة بكل جنون.. اقتحمها.. شطرها نصفين.. ورآها وهى تتهاوى محترقة.. فحمد الله ونطق بالشهادتين.. ألم يقسم يوم تخرجه بالشهادة أو النصر؟.. وها هو يحقق النصر والشهادة..

«شریف مكرر» رأى طائرة صديقه وهى تقتحم وتناور وتغامر.. تمنى له السلامة ودعا له بقلبه بالنجاة والعودة سالمًا منتصرًا.. فشريف صديقه النادر.. لازمه منذ التقيا وتعارفا لأول مرة وهما يقدمان أوراقهما للكلية.. وحتى أن قاد كل منهما طائرته ليقاتل باسم الشرف والوطن والفداء.. «شريف مكرر» تذكر القسم الذى أخذه على نفسه فى طابور العرض يوم التخرج… قرر أن يقاتل لآخر نفس وهو يرى طائرة فانتوم إسرائيلية تتبعه وتضعه تحت سيطرتها، وفى أقل من برهة قام بمناورة سريعة.. جعل الطائرة المعادية أمامه وأطلق عليها صاروخًا حوّلها إلى كتلة من اللهب.. ثم تهاوت محترقة فى مياه البحر.. وازدادت اشتعالًا على سطح الماء.. كان الماء تحول إلى بنزين.. فالمياه المصرية أبت أن تطفئ النيران المشتعلة فى الطائرة حتى تحترق بكاملها.. وتتحول إلى رماد أسود. 

حدث كل ذلك فى ثوانٍ معدودة.. لم ينتبه «شريف» إلى الإنذارات المتتالية بأن الوقود ينفد.. بل قد نفد.. وإنه قضى فى المعركة ما يقرب من ساعة قتال والتحام ومناورة.. وأن العودة إلى قاعدته مستحيلة.. لم يعد أمامه إلا قرار واحد.. أن يقفز من طائرته بالمظلة.. بعد أن نجح فى إسقاط ثلاث طائرات للعدو.

سقط «شريف مكرر» فى مياه البحر الأبيض المتوسط.. على بعد عدة كيلومترات من مدينة بورسعيد الباسلة.. وعلى بعد أمتار قليلة من الطائرة المحترقة.. وسبحان الله… خالق الموت والحياة.. سقط عدوه منذ لحظات محروقًا غريبًا فى مياه البحر.. وسقط هو حيًا يرزق بجواره فى مياه مصر الإقليمية.. أى فى داره وأرضه وبين أهله.. ولم يمر وقت طويل حتى اقترب منه لنش الإنقاذ.. أسرعوا إليه.. مدوا إيديهم إليه لانتشاله.. ظل مكانه لا يتحرك.. كان مشغولًا ومهمومًا بأخبار صديقه.. لم يعرف أن رفيق عمره سبقه إلى السماء.. إلى جنة الخلد.. جنة الشهداء.

انطلق اللنش عائدًا وشريف يسأل نفسه.. ويسأل ربه ويدعوه أن يكون صديقه الحبيب فى أمان وسلام.. وعلى قيد الحياة.. فلا حياة بدون صديق.. غالٍ وعزيز.. ونادر الوجود.

يذكر أن هذه الموضوع التابع الصديقان قد تم نشرة علي موقع الدستور وقد قام فريق التحرير في موقع التقرير بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
التقرير هو خدمة اخبارية تقوم بتجميع وتصنيف الأخبارمن مصادر مختلفة ، ويتحمل كل مصدر من المصادر الاخبارية مسؤولية الأخبار الصادرة عنه وكل مايقوم به التقرير هو إعادة نشر ملخص الخبر الصادر مع رابط مباشر للمصدر.

المصدر